قصيدة يا جار بيت الله مالك جافي
يا جار بيت الله مالك جافي
ونداء ربك ليس عنك بخافي
غذاك من نعم فأنت خدينها
وحباك جسما طافح الأعطاف ِ
في صحة تحيا وغيرك مدنف
وإذا مرضت فإن ربك شافي
يدعوك حي على الفلاح و لم تزل
تعصى وأنت منعم متعافي
وإلى المساجد سار من في جسمه
سقمٌ وأقبل راعش الأطراف ِ
وأتى إليها من به شيخوخة
وبقيت في صمم الغواية غافي
وبقيت تسمع في منامك أنها
قامت وتمكث في وثير لحاف ِ
أو ما سمعت وعيد ربك صادقا
ونهلت من نبع الكتاب الصافي
هو آمر بأدائها ومحذرا
في مريم وبسورة الأحقاف ِ
أو ما علمت بأن موتك قد دنا
فتكون محمولا على الأكتاف ِ
أو ما حسبت حساب قبر مظلم
في مهمه وعليه يذروا السافي
وبه شجاع أقرعٌ متربصٌ
بجريرة الفعل القبيح يكافي
فالموت محتوم وكل ورده
آت رعاع الأرض كالأشراف ِ
سل عنه عادا والأولى قد شيدوا
دنياهم من جملة الأسلاف ِ
نحتوا الجبال وقد بنوا أهرامهم
أجسادهم كالنخل والصفصاف ِ
ماتوا جميعا أصبحوا أثرا بلا
عين ويأتي الدور للأخلاف ِ
أتراك غرتك الدنية لم تكن
تدري بما يطلبك من أحتاف ِ
ستجيء في يوم التغابن عاريا
عطشان في كرب القيامة حافي
فأجب نداء الله قبل منية
تأتيك والقدر الأكيد يوافي
فالناس دون هداية شيطانهم
فيهم كذئب في قطيع خراف ِ
بحر الحياة شديدة أمواجه
وعبادة الإنسان كالمجداف ِ
هاذي نصيحة مشفق في قلبه
خوف عليك يصوغ منه قوافي
ويخاف في يوم المعاد تلومه
وتقول لم تحرص على إنصافي
وتركتني في الغي دون نصيحة
ساهمت في عطبي وفي إتلافي
ها قد محضتك كل نصحي يا أخي
حرصا عليك أليس ذاك بكافي؟
أرجوا لقلبك أن يذوق هداية
من فضل ربك سابغ الألطاف ِ
يا رب رد إليك من قد غرهم
كيد الغرور وأنجهم يا كافي
No comments:
Post a Comment